الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

رائعه فاروق جويده ... لا تنتظر أحداً فلن يأتى احد


لا تنتظر أحداً
فلن يأتي أحد

لم يبق شئ غير صوت الريح

والسيف الكسيح

ووجه حلم يرتعد

الفارس المخدوع ألقي تاجه

وسط الرياح وعاد يجري خائفاً

واليأس بالقلب الكسير قد أستبد

صور علي الجدران ترصدها العيون

وكلما اقتربت ...تطل وتبتعد

قد عاد يذكر وجهه

والعزم في عينيه

والأمجاد بين يديه

والتاريخ في صمتٍ سجد

*********************

الفارس المخدوع في ليل الشتاء

يدور مذعوراً يفتش عن سند

يسري الصقيع علي وجوه الناس

تنبت وحشة في القلب

يفزع كل شئٍ في الجسد

في ليلة شتوية الأشباح

عاد الفارس المخدوع منكسراً

يجر جواده

جثث الليالي حوله

غير الندامة ما حصد

ترك الخيول تفر من فرسانها

كانت خيولك ذات يومٍ

كالنجوم بلا عدد

أسرفت في البيع الرخيص

وجئت ترجو من أعاديك المدد

باعوك في هذا المزاد

فكيف تسمع زيف جلادٍ وعد

***********************

الفارس المخدوع ألقي رأسه

فوق الجدار

وكل شئٍ في جوانحه همد

هربت خيولك من صقيع اليأس

فالشطآن حاصرها الزبد

لا شئ للفرسان يبقي

حين تنكسر الخيول

سوي البريق المرتعد

وعلي أمتداد الأفق تنتحب المآذن 

والكنائس...والقباب

وصوت مسجون ٍسجد

هذي الخيول ترهلت

ومواكب الفرسان ينقصها

مع الطهر ....الجلد..

هذا الزمان تعفنت فيه الرءوس 

وكل شئٍ في ضمائرها فسد

إن كان هذا العصر

قد قطع الأيادي والرقاب

فكيف تأمن سخط بركان خمد

*************************

هذي الخيول العاجزة

لن تستطيع الركض 

في قمم الجبال

وكل ما في الأفق أمطار ورعد

ماذا سيبقي للجواد إذا تهاوي

غير أن يرتاح في كفنٍ........ولحد

الفارس المكسور ينظر

والسماء تطل في غضب

وبين دموعها 

تخبو مواثيق وعهد

خدعوك في هذا المزاد

ظننت أن السم شهد

قتلوك في الأمس القريب

فكيف تسأل قاتليك

بأن تموت بحبل ود

قد كنت يوماً

لا تري للحلم حداً أي حد

والان حاصرك المرابي

في هذا المزاد بألف وغد

هذا المرابي

سوف يخلف كل يوم الف وعد

لا تحزني أم المدائن لا تخافي

سوف يولد من رماد اليوم غد

فغداً ستنبت بين أطلال الحطام

ظلال بستان ........وورد

وغداً سيخرج من لظي هذا الركام

صهيل فرسانٍ....ومجد

***********************

الفارس المكسور

ينتظر النهاية في جلد

عينان زائغتان

وجه شاحب

وبريق حلمٍ في مآقيه جمد

لا تنتظر أحداً

فلن يأتي أحد

فالآن حاصرك الجليد

إلي الأبد